مدن ذكية قلبُها الإنسان

21/07/2019 عام | سعادة الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر مدير عام مكتب دبي الذكية

 5397     0



المدن الذكية مصطلح متداول لعقود من الزمن، رغم أنه نضج وبدأ يأخذ شكلاً أكثر تطوراً خلال

السنوات القليلة الماضية. واللافت للانتباه سواء على مستوى الطرح الإعلامي أو حتى في اللقاءات المتخصصة التي أحضرها وأشارك فيها متحدّثة في مختلف بلدان العالم أن الغالبية منشغلٌون بالتحدّث عن أثر تطورات التقنية على مستقبل المدن الذكية، ويغفلون في كثير من الأحيان عن الإنسان وموقعه فيها. لكن في دبي الذكية نموذجنا لبناء مستقبل مدينتنا مختلف تماماً وخصوصيته تنبع من أننا صممناه ليعكس احتياجات الناس ليس اليوم فقط ولكن في المستقبل وجعلناه معيارَ حاجتنا وتبنينا لتقنية دون أخرى.


لازلت أذكر كلمات قالها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي عندما أطلق استراتيجية دبي للتحول لمدينة ذكية وترافقني في رحلتي حتى الآن: " بلادنا اليوم تشهد بدء مرحلة جديدة في تحسين وتطوير جودة الحياة عبر هذا المشروع الضخم، والذي بدأ العمل فيه من خلال شراكة غير مسبوقة بين القطاعين العام والخاص لصنع واقع جديد للجميع، وتغيير مفهوم المدينة التي يعيش فيها الإنسان لتعيش هي معه في هاتفه الذكي ويكون هو محورها الأساسي". 


أي أن المدن قد تستثمر ميزانيات ضخمة لبناء حلول وخدمات ما ولكن ذلك ليس بالضرورة أن يكفل نجاح تلك الخدمات، ولذلك حرصنا منذ اليوم الأوّل لتصميم نموذجنا للمدينة الذكية على أن يكون قلب مدينتنا النابض هو الإنسان بكافة احتياجاته الشخصية والمهنية ككل، لذا أسسنا منذ انطلاقتنا مختبراً لتجارب العملاء مزوّد بأحدث الحلول التي تقيس مؤشرات تفاعل المستخدمين لتطبيقاتنا وخدماتنا مع المميزات المختلفة فيها، ونستضيف في هذا المختبر عدداً من مختلف شرائح سكان دبي لمعرفة رأيهم في فعالية وسهولة خدماتنا، ويصل فريق المختبر في تحليله لتفاصيل دقيقة مثل أماكن الأزرار المختلفة في تطبيقاتنا على سبيل المثال.


ومن جهة أخرى نحن في حوار دائم مع شركائنا من القطاعين الحكومي والخاص، ونشركهم في جلسات العصف الذهني وورش العمل المختلفة حرصاً منّا أن تكون تجارب المدينة في دبي مخرجات لما يحتاجه كل من يعيش أو يزور أو حتى يمر في المدينة كوجهة مفضلة للعيش والأعمال. اليوم نضج تعريفي الخاص للمدينة الذكية أكثر من أي وقت مضى وهو أنها المدن القادرة على إسعاد سكانها وزوارها ولا يمكن أن نقول أن المدينة الذكية نجحت في توظيف التقنية الحديثة وإحداث فرق مستقبلي مالم ينعكس ذلك على البشر.


هذا النهج المبني على الشراكات الحقيقية مع المجتمع أثمر عددا كبيرا من المبادرات والاستراتيجيات السبّاقة عالمياً ومنها مبادرة بيانات دبي، واستراتيجية دبي للبلوك تشين، وأجندة السعادة واستراتيجية وخارطة طريق الذكاء الاصطناعي واستراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية وغيرها الكثير. ومثلما عودتنا قيادتنا لازلنا في بداية الرحلة وأي إنجاز هو انطلاقة لإنجازات عدة قادمة محورها الإنسان لتكون المدن الأكثر ذكاءاً هي الأكثر إسعاداً.


تعليقاتكم

لا يوجد تعليقات حالياً.


(success)
Start chat button