​سطوة‭ ‬الاعلام‭ ‬الاجتماعي

تعتبر مواقع التواصل الإجتماعي الأكثر انتشارا على شبكة الإنترنت في عصرنا الحاضر, مما شجع متصفحي الإنترنت من كافة أنحاء العالم على الإقبال المتزايد عليها, حيث يجد فها الكثيرون وسيلة مهمة للتنامي والالتحام بين المجتمعات, وتقريب المفاهيم والرؤى مع الآخر, ومنذ ظهورها والجدل بدأ ولم ينته حول مدى تأثيرها، وما إذا كانت ذات تأثير إيجابي، أم العكس، وهل الإعلام العربي قادرا على مواكبة التطور الحاصل علميا في مجال الاتصال، والى أي مدى نجحت الوسائل التقليدية في تسخير وسائل الاتصال الاجتماعي أو ما يسمى بالإعلام الجديد في دعم رسالتها.

وما يميز هذه الوسائل التي اصبحت حديث الساعه انها تبث الاخبار على مدار الساعة، سواء كان حقيقه ام اشاعات مغرضه حيث اصبحت اليوم الأقرب إلى المتلقي لانها متواجده على هاتفه المتحرك طوال الوقت، وهو متصل بها متى ما أراد، وهو أمر لم يعد خافيا على احد، والدليل ان العديد من وسائل الإعلام التقليدية توجهت نحو المتلقي من هذا الباب، ومنها الصحف التي اصبحت تبث أخبارها على موقعها الإلكتروني بالتزامن مع وسائل التواصل الاجتماعي، وتوجهت ايضا لوسائل اكثر تقنية حين ربطت الخبر المطبوع بـ "ار كيو كود " ويمكنه نقل القارئ في اقل من دقيقة إلى الموقع الإلكتروني عبر أي هاتف ذكي، ليتمكن من متابعة تفاصيل الخبر المقروء من خلال فيديو توضيحي، أو انفوغرافيك تفصيلي.

ونجد ايضا في الجانب الآخر ان هناك من استخدم تلك الوسائل بشكل سلبي من خلال اثارة الشائعات والنزاعات في عدد من مناطق العالم، مما يؤكد أن لوسائل التواصل الاجتماعي وجهين سلبي وإيجابي حيث أتاح الفضاء للجميع المشاركة في إبداء الآراء فيها فهو إعلام حر خال من القيود والرقابة، حيث بإمكان الجميع التعبير عن أرائهم بحرية مطلقه ,على عكس الإعلام التقليدي.

وساهم الإعلام الجديد في خلق ما يسمى بالمواطن الصحفي، فكل شخص قادر على التفاعل مع الخبر ونقله وتوثيقه بالكتابة والصورة والفيديو، وهو ما ساهم في زيادة وسرعة نشر الخبر ونقله، وهو ما دفع القنوات الفضائية ووسائل الإعلام المقروءه للنقل عنه, حيث يملك المواطن كل ما تملكه المؤسسات الإعلامية، من أدوات في شبكة الإنترنت، وهذا هو التحدي الذي يواجهه الإعلام التقليدي، فلم يعد المواطن متلقي فقط، بل شريكاً في صناعة الرسالة الإعلامية .

وكشفت إحصاءات ضمن تقرير أطلقه «برنامج الحوكمة والابتكار» في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية بالتعاون مع نادي دبي للصحافة  في منتدى الاعلام العربي , أن 71 مليونا من بين 135 مليون مستخدم للإنترنت في العالم العربي يستخدمون الإعلام الاجتماعي, وهذا ما يؤكد سطوة الاعلام الاجتماعي الكبيره على الاعلام التقليدي, والتنامي المستمر لدور الإعلام الاجتماعي في مختلف أوجه حياة المواطن العربي.

وعليه.. فان الاعلام التقليدي مطلوب منه مواكبة تطور ادوات التواصل مع عدم الاخلال بالمضمون الحقيقي للرساله الاعلاميه بحيث تبقى المصدر الموثوق للاخبار, فدور وسائل الاعلام لا يقتصر على نقل الخبر وانما تحريره بمهنيه ودقه ووضعه في اطاره الصحيح وطرحه مدعما بالبراهين والارقام وتاكيدات المسؤولين واهل الاختصاص , وعليه النظر الى هذه الوسائل كادوات مكمله لدوره وعلى الاعلاميون ان يتقنوا فنون التعامل معه على الوجه الذي يخدم اهدافهم وانجاز مهامهم الإعلامية على اكمل وجه.

مريم المجر

وزارة تطوير البنية التحتية