القراءة فعل إنساني يعبر عن رقي أخلاقي وقيمي سام، فالعقول المتفردة والمنتجة هي العقول القارئة والمنفتحة، فلا يمكن ان نتحدث عن إنجاز أو إنتاج كذلك دون أن  نمر في محطة القراءة التي أرادتها قيادتنا الرشيدة  محطة مواكبة لإنجازات الدولة في كافة المجالات والمسارات، فمجتمعنا سباق دوما في انتهاج الممارسات الحضارية التي تعبر عن كنهه وأصالته ورقيه وفي هذا السياق تعتبر القراءة  إذا وجها من أوجه التسامح الذي أفردت له قيادتنا عاما لنحتفي به ونعايشه فكرا وممارسة.

 

 

أن تقرأ معنى ذلك أنك في دائرة المنافسة والتطور فالقراءة وحدها الكفيلة بأن تسبر أغوار المعرفة لديك وأن تجيبك عن أسئلتك وتساؤلاتك  في غير مجال، فالكتاب يفتح عوالما لا حصر لها ودروبا معرفية شتى تبدأ بامتلاكها مع أول ورقة كتاب تقوم بقلبها للانتقال للتي تليها فالمعرفة إذا تراكمية ومترابطة وقبل كل شيء هي ممارسة وصبر على استجلاء الحقيقة والعلم  والنور من مشكاة المعرفة المتجسدة في بطون الكتب على اختلاف أنواعها ومشاربها.

 

 

 

التمارين الرياضية تحاكي أجسدانا وترفدها بالطاقة اللازمة لنقوم بواجباتنا وتقينا كذلك من العديد من الأمراض وكذا القراءة فهي رياضة العقل ورافده الأساسي  بما يحتاجه من معرفة ليتوسع نطاق التفكير لدى الإنسان وتتسع معه آفاق كانت لتبقى في عالم الغيب إن لم يشرع الإنسان في رحلة المعرفة والبحث وطرح الأسئلة، فنور "اقرأ" جاء في محكم التنزيل لينير الدروب ويبدد العتمة.

 

الإمارات تقرأ الإمارات ترقى بك أنت ولك أنت أيضا، فدعوة القراءة مفتوحة ما دامت على هذه البسيطة حياة ونبض، وإنما نحتفي في كل عام بشهر القراءة لنجدد التزامنا و نوجه بوصلتنا إلى الكتب تلك القادرة على ان تأخذنا إلى مساحات وعوالم  تعجز كافة وسائل المواصلات الحديثة من أن تأخذنا إليها فهي تبحر بنا  عبر الأزمان الغابرة والحاضرة والقادمة وكل ذلك عبر  وصفة اقرأ.
 
 

سعادة مروان الصوالح
وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون الأكاديمية للتعليم العام