تتناول هذه الصفحة تأثير التغير المناخي على مستويات البحر، والموارد المائية، والزراعة وصحة الإنسان، كذلك تأثيره على الثروة الحيوانية والنباتية، والهواء والكوارث الطبيعية بشكل عام.
تُصنف دولة الإمارات من بين الدول الأكثر عرضة للتأثيرات المحتملة لتغير المناخ في العالم، وسيترتب على هذا ارتفاع أكثر في درجات الحرارة ، وسقوط الأمطار بشكل أقل ، وانتشار الجفاف، وارتفاع مستوى مياه البحار، والمزيد من العواصف.
تعد عواقب هذه الآثار شديدة وكثيفة على البنية التحتية، وصحة الإنسان، والبيئة الطبيعية، مما يؤثر على مختلف قطاعات التنمية والسياسات بما في ذلك الأوضاع الاجتماعية ،والاقتصادية، والصحية ،والبيئية.
من ناحية أخرى، يعمل الازدهار الاقتصادي ونمو السكان على زيادة الطلب على الطاقة والمياه والموارد الطبيعية، والتي تساهم بطريقة غير مباشرة في ارتفاع مستويات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتغير المناخ بصفة عامة.
تلعب دولة الإمارات دورًا مركزيًا في اقتصاد الطاقة في العالم باعتبارها مورداً للوقود الأحفوري، مما يجعلها داعمًا مهمًا في إيجاد حلول لتقليل الانبعاثات، مع الاستمرار في تزويد العالم بالطاقة التي يحتاجها.
شاركت الدولة في مكافحة تغير المناخ لأنها تدرك مخاطر ضعف الاستجابة تجاه هذه القضية، والمسئولية العالمية التي على عاتقها.
روابط مفيدة:
بسبب المخاوف إزاء تغير المناخ، قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بعدة دراسات دولية بتقييم آثار زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وما ينتج عن ذلك من أنماط تغير المناخ.
في عام 2010، استكمل المركز الأمريكي التابع لمعهد استوكهولم للبيئة (مؤسسة أبحاث تابعة لجامعة تافتس في ماساتشوستس) تقريرًا عن أبو ظبي، تناول مدى تأثير تغير المناخ على النظم البيئية، والبنية التحتية، والاقتصاد والتأثير المحتمل على صحة السكان.
تمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة شريط ساحلي بطول 1300كم تقريبًا. يتمركز حوالي 85 في المئة من السكان ،وأكثر من 90 في المائة من البنية التحتية لدولة الإمارات العربية المتحدة ضمن عدة أمتار من مستوى البحر في المناطق الساحلية المنخفضة ( ERAS 2005).
كشف التقرير عن احتمالية فقدان دولة الإمارات لحوالي 6 في المئة من شريطها الساحلي المطور والمؤهل بالسكان بنهاية القرن بسبب ارتفاع مستويات مياه البحار.
تقع دولة الإمارات على مدار السرطان؛ حيث تتعامد أشعة الشمس مباشرة على إمارة أبو ظبي بالأخص. وبالتالي فإن المناخ بشكل عام حار وجاف؛ و يمكن أن تصل نسبة الرطوبة على الساحل إلى ما يزيد عن 90 في المئة في فصلي الصيف والخريف. وتكون نسبة الرطوبة في المناطق الداخلية البعيدة للبلاد أقل بكثير على الرغم من ارتفاع درجة الحرارة ، والتي أحيانًا تتجاوز 50 درجة مئوية أثناء فترة الظهيرة في شهر يوليو.
تتأثر المناطق الساحلية بعملية استصلاح الأراضي، أو الجرف، أو الأنشطة الأخرى بما في ذلك الأنشطة المتعلقة بالنفط التي تهدد النظم البيئية الساحلية والتطورات.
قد تشهد المجتمعات الساحلية تغيرات في تواتر العواصف وكثافتها وحركتها. ومن المعروف جيدًا أن المحيطات تكون دافئة، وبالتالي يؤدي ارتفاع درجة حرارة سطح البحر إلى التمدد الحراري، وتغيرات في متوسط مستوى سطح البحر.
من المحتمل أن يؤدي تغير درجة حرارة سطح البحر إلى ابيضاض الشعب المرجانية بكثافة ، مما قد يؤثر على تكاثر وهجرة الأنواع البحرية.
في عامي 1996 و1998، تعرضت دولة الإمارات العربية المتحدة لكارثتي ابيضاض الشعب المرجانية ، ومعدلات الوفيات المرتبطة بالحالات الشاذة لدرجة حرارة ماء البحر. قد تتغير حالة الموجات، مما قد يؤدي إلى أنماط تأكل وتراكم خطيرة ومتغيرة.
لذلك، فإن تأثيرات تغير المناخ التي قد ينتج عنها ارتفاع مستوى سطح البحر، مما يؤثر على السكان والبنية التحتية والمجال الحيوي في المناطق الساحلية، يجب أخذها بعين الاعتبار بصورة كافية في أنشطة التخطيط داخل دولة الإمارات ا.
الموارد المائية والكوارث الطبيعية
يعمل الاحتباس الحراري على تغيير التوازن في العرض والطلب على المياه، ومن المحتمل أن يؤدي إلى زيادة الفجوة العالمية في توافر المياه. وغالباً سوف تغمر المياه بعض الأماكن في دولة الإمارات ، بينما ستعاني بعض المناطق الأخرى من الجفاف المستمر، ونقص المياه. وسيكون الوضع بالتالي أسوأ في المناطق التي تعاني بالفعل من مشكلة نقص المياه، فضلاً عن معاناة بعض المناطق الأخرى من نفس المشكلات.
سيؤثر الاحتباس الحراري بشكل خطير على الزراعة. وسوف تؤثر درجات الحرارة المرتفعة، و الحشائش الضارة المتزايدة ،والحشرات الضارة سلباً على بعض أنواع المحاصيل الزراعية.
ومن المحتمل أيضًا أن يؤدي الاحتباس الحراري إلى نقص الغذاء العالمي، وبالتالي سيكون من الصعب الحصول على الغذاء المحلي لأن الزراعة في دولة الإمارات العربية المتحدة ستعاني من المزيد من المياه المالحة -غير الصالحة للزراعة- التي تغمر برك المياه العذبة الجوفية.
يؤثر تغير المناخ على صحة الإنسان بعدة طرق مختلفة. فبالإضافة إلى التأثير المباشر للحرارة، يعمل الاحتباس الحراري على زيادة عدد بعض الحشرات الحاملة للأمراض. وسيؤدي عدم انتظام هطول الأمطار إلى زيادة خطورة الأمراض المنقولة عن طريق المياه.
بسبب الاحتباس الحراري ، ستضطر الحيوانات والنباتات إلى تغيير مواطنها إلى المناطق الشمالية والجبلية . ومن المتوقع، من جهة أخرى، انقراض بعض هذه الحيوانات والنباتات في حالة عدم قدرتها على التنقل بسبب العقبات الطبوغرافية.
من الطبيعي أن ينخفض استهلاك الطاقة فيما يتعلق بالسخانات في فصل الشتاء بسبب الاحتباس الحراري، ومع ذلك ستزداد الحاجة إلى مكيفات الهواء في فصل الصيف. وسيزداد أيضًا استخدام المياه واستهلاك الطاقة بشكل كبير لأغراض التبريد في المناطق الحضرية . ومن المفترض أن تتماشى البنية التحتية في المدن الساحلية المنخفضة مع ارتفاع مستويات سطح البحر.
من المحتمل أن يضاعف التلوث الجسيم من تأثيرات تغير المناخ في المنطقة. وتعاني دولة الإمارات من درجة عالية من التلوث، بنسبة 80 طن للفرد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المسببة -أحد الغازات الدفيئة- مقارنة بــ 14 طن فقط للفرد الأمريكي سنويًا. وينبعث هذا الغاز في الغالب من السيارات.
يقوم ثاني أكسيد الكربون الموجود في الهواء بحبس حرارة الشمس ويزيد من درجات الاحتباس الحراري في جميع أنحاء العالم، ويعد المركب سامًا لدى مستويات معينة للإنسان.
يوجد الكثير من مكيفات الهواء ومحطات تحلية المياه التي تدار بالطاقة المولدة بالوقود المعتمد على الكربون ،بالإضافة إلى محطات الطاقة التي تستخدم النفط.
المصدر: الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية والتعاون الدولي وسفارة دولة الإمارات في واشنطن دي سي.
مواضيع شائعة للبحث