في ظل تعقيدات المشهد الاقتصادي العالمي والتحديات التي تلقي بظلالها على تدفقات الاستثمار، يكتسب توطيد أواصر التعاون وتعزيز الشراكات بين مجتمعات الأعمال والاستثمار أهميةً غير مسبوقة. وعلى مدار السنوات القليلة الماضية، شكلت "إنفستوبيا" منصةً عالمية لبلورة رؤى مشتركة حيال السبل الكفيلة بمواجهة تلك التحديات، وتحفيز استثمارات الاقتصاد الجديد وقطاعات المستقبل. 

وتمضي قمة "إنفستوبيا" قُدُماً في ترسيخ مكانتها كمنصةٍ عالمية للمناقشات الاقتصادية البنَّاءة، واستكشاف آفاق تطوير التعاون في سبيل إرساء دعائم منظومة استثمارية تركز على القطاعات الجديدة والمستدامة. وفي نسختها الثالثة التي احتضنتها أبوظبي مؤخراً، وضعت القمة مساراً جديداً أمام مجتمعات الأعمال وصُنَّاع القرار والمستثمرين والمؤسسات المالية العالمية بهدف تحفيز الاستثمارات في القطاعات الاقتصادية الجديدة والمستدامة، وتعزيز التواصل بين القطاعين الحكومي والخاص لإيجاد الحلول والمنهجيات المناسبة لمواكبة التغيُّرات الاقتصادية التي يشهدها العالم.

واتسمت القمة بشمولية جدول أعمالها، وهو ما تجلى في تنوع المحاور الرئيسية لأجندتها لتشمل المتغيرات الاقتصادية العالمية؛ وحركة رؤوس الأموال والأسواق الواعدة؛ ومبادرة 100 شركة من المستقبل. وتُعنى القمة بتشجيع الحكومات والشركات على إعادة توجيه سياساتها الاستثمارية لمواكبة المتغيرات الاقتصادية العالمية الجديدة والاستفادة منها، وتسليط الضوء على الأسواق الواعدة وتحفيز تدفقات رؤوس الأموال نحو قطاعات الاقتصاد الجديد.

ويجمع هذا الحدث العالمي تحت سقفٍ واحد مجموعة من القادة والوزراء وصناع القرار وواضعي السياسات وكبار المستثمرين والخبراء الاقتصاديين والإعلاميين على مستوى القطاعين الحكومي والخاص. وفي نسختها الأخيرة، استقطبت القمة أكثر من 105 متحدثاً، وسجَّلت حضور ما يزيد عن 1800 مشارك من مختلف أنحاء العالم للاطلاع على الاتجاهات العالمية الحديثة نحو الاستثمار في القطاعات الاقتصادية الجديدة.

كما تولي القمة في جلساتها واجتماعاتها أهميةً كبيرة للإضاءة على سُبُل استغلال تدفقات رؤوس الأموال في الصناعات الناشئة بالأسواق الواعدة، وتوجيه الاستثمارات العالمية في رأس المال البشري وقطاعات البنية التحتية والتكنولوجيا المالية والطاقة النظيفة والاقتصاد الدائري والإبداعي والصحة والذكاء الاصطناعي، وتسريع وتيرة استراتيجيات التنوع الاقتصادي، وتطوير التشريعات والسياسات الداعمة لمرونة وتنافسية اقتصادات العالم.

ويشكل تعزيز الشراكات الدولية ركيزةً أساسية في رؤية "إنفستوبيا" المتمحورة حول تحفيز الاستثمار في القطاعات الاقتصادية الجديدة. وعلى هذا الصعيد، شكَّل توطيد الشراكات سمةً رئيسية للقمة في نسختها للعام 2024، وذلك من خلال إبرام أكثر من 12 اتفاقية ومذكرة تفاهم مع مؤسسات وطنية ودولية وشركات عالمية. كما سجلت القمة الإعلان عن إطلاق النسخة الثانية من مبادرة "100 شركة من المستقبل" Future 100، المبادرة المشتركة بين وزارة الاقتصاد ومكتب التطوير الحكومي، والتي تواكب الاقتصادات الجديدة والمستقبلية والناشئة، بالإضافة إلى مبادرة "Next 50"، وهي مجموعة مكونة من 50 مؤسساً لشركات إماراتية متميزة تتطلع لآفاق استثمارية وسريعة النمو.

باعتبارها إحدى المبادرات الرئيسية ضمن الحزمة الأولى من «مشاريع الخمسين» التي أعلنتها حكومة دولة الإمارات عام 2021، تمثل "إنفستوبيا" منصةً رائدة لتعزيز الحوار الاقتصادي العالمي وتسليط الضوء على فرص وآفاق الاستثمار. ومن خلال الركائز الرئيسية لاستراتيجيتها والمتمثلة في "حوارات إنفستوبيا" و"مجتمعات إنفستوبيا" و"سوق إنفستوبيا"، تواصل القمة دورها الحيوي في تسهيل النقاشات وبناء جسور التواصل والشراكة بين أبرز أقطاب مجتمعات الاستثمار حول العالم.